منحت الخارجية الأميركية، السبت، موافقتها على بيع قذائف
دبابات إلى إسرائيل التي تشنّ حربا على قطاع غزة الفقير والمُحاصر، أدت إلى مقتل
أكثر من 17 ألف فلسطيني منذ اندلاع المعارك في 7 أكتوبر الماضي.
والصفقة التي تبلغ قيمتها 106.5 مليون دولار تتعلّق
بقذائف "إم 830 إيه 1" من طراز 120 مليمترا، وستكون مِن مخزون الجيش
الأميركي، ومُخصّصة لدبابات "ميركافا" الإسرائيلية، التي تُستخدَم في شن
هجمات مدفعية مفرطة على قطاع غزة.
جاء القرار، رغم حالة الانقسامات التي تسود واشنطن، سواء
داخل الكونغرس أو على مستوى الرأي العام، بشأن بيع الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل،
بسبب مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين في غزة، واتهامات المنظمات
الحقوقية لأميركا بالاشتراك في ارتكاب المجازر، بفعل توريد تلك الذخائر والدعم العسكري
اللامحدود للجيش الإسرائيلي.
ما قذائف "إم 830 إيه 1" الأميركية؟
إنها قذائف، وفق تقارير أجنبية، مُتعدّدة الأغراض ومضادة
للدبابات، كما ستكون مصحوبةً وفق الصفقة مع جهاز تتبّع "إم.بي.إيه.تي".
شديدة الانفجار وخارقة للدروع.
طُوِّرت من قِبل شركة "ريثيون" الأميركية.
مصممة لدبابات "أبرامز" الأميركية.
تستخدم ضد أهداف أخرى؛ مثل المباني والحصون والمركبات المدرعة.
تتميَّز بقدرتها الفائقة على اختراق الدروع، حيث يمكنها اختراق أكثر من
1200 ملم من الدروع الفولاذية المدرعة.
فعّالة للغاية في تدمير الأهداف.
تعدّ مِن أكثر قذائف الدبابات تطوّرا في العالم.
تضمن للدبابات القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها الآليات العسكرية
المُعادية؛ سواء الدبابات أو المركبات المدرّعة.
ما قدرات قذائف "إم 830 إيه 1"؟
تبلغ سرعتها، عند إطلاقها من مدفع دبابة
"أبرامز"، نحو 1600 مترٍ في الثانية.
يُمكنها إصابة الأهداف على مسافاتٍ تصل إلى 5 كيلومترات،
وهذه المسافة تعدّ كافيةً لمقاتلة الدبابات المعادية من مسافات آمنة.
تخترق أكثر من 1200 ملم مِن الدروع الفولاذية المدرعة للدبابات والمركبات
المُعادية.
يُمكنها اختراق الدروع الفولاذية المدرّعة التي تزيد
سماكتها على ضِعف سُمك الدروع الموجودة في مُعظم الدبابات الحديثة.
تتمتّع بدقة عالية عند إطلاقها، وتضمن إصابة هدفها المطلوب.
كيف تعمل هذه القذائف؟
تعتمد قذائف "إم 830 إيه 1" الأميركية على
تقنية "التفتيت المتفجِّر" المُسمَّى بـ"هيث" (HEAT)، حيث يتم إطلاق شعاع مِن
الطاقة الحرارية عند إطلاق القذيفة، ممّا يؤدّي إلى ذوبان الدروع وتفتيتها، كما
أنها تتكوّن من 3 أجزاء كالتالي:
غلاف خارجي، مصنوع من سبائك الألومنيوم، ويحمي القذيفة
من العوامل الخارجية.
رأس حربي مصنوع من مادة "البيروكلوريد"، وينتج
شعاع الطاقة الحرارية عند إطلاق القذيفة.
يوجد بالجزء الأمامي من الغلاف الخارجي ثقب صغير، يمرّ من خلاله شعاع
الطاقة الحرارية الناتج عن انفجار الرأس الحربي، ويتسبّب هذا الشّعاع في ذوبان
الدروع وتفتيتها، مما يؤدّي إلى إصابة الهدف.
زناد أمان ويمنع انفجار الرأس الحربي قبل إطلاق القذيفة.
يقول الخبير العسكري الأميركي، بيتر أليكس، لموقع
"سكاي نيوز عربية"، إن تخطي إدارة بايدن "الكونغرس" واستخدام
صلاحيات الطوارئ لدعم إسرائيل بتلك القذائف، يُؤكدان حاجة تل أبيب المُلحّة ودلالة
على اقتراب مخزون قذائف دبابات "ميركافا" مِن النفاد في ساحة المعارك
بغزة.
الولايات المتحدة أكبر مُورّد للمُساعدات العسكرية لإسرائيل، حيث أسهمت
بنحو 130 مليار دولار منذ عام 1948، ورأينا ذلك في 200 طائرة مُحمّلة بالذخائر
وصلت إلى تل أبيب على التوالي.
إسرائيل أكبر مُتلقٍّ للتمويل العسكري الأجنبي الأميركي، إذ يُمثّل نحو 15%
من ميزانية الدفاع للبلاد خلال السنوات الأخيرة.
القرار يعكس إفراط إسرائيل في استخدام الذخيرة، وأنها استهلكت جزءا كبيرا
جدا من مخزونها.
الجيش الإسرائيلي يستخدم الذخائر من الجو والبر في غزة بغزارة، ما أدّى إلى
تهدّم نحو 80% من مباني القطاع ومقتل قرابة الـ18 ألف فلسطيني وجرح نحو 48 ألفا
آخرين.
القرار يعكس التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، لكنّه للأسف الشديد
دليل على أن واشنطن أصبحت شريكا في تلك الحرب وشريكا في الجرائم التي ترتكبها
إسرائيل في قطاع غزة.
هذه الذخائر ضمن الدعم الأميركي المجاني، وإسرائيل لن
تدفع مقابلها المادي.
داخل إسرائيل توجد مُستودعات خاصّة بالجيش الأميركي وبها ذخائر، وكلها فُتِحَت دون قيود، ورغم ذلك طلبت المزيد، ما يؤكّد أنّ إفراطها في استخدام هذه الذخائر جعل مخزونها ينفد.