رحبت قبرص واليونان خلال القمة الثلاثية الأردنية القبرصية اليونانية الأربعاء، بآلية الجسر الجوي إلى غزة، وهي مبادرة إنسانية تكاملية أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني.
وأكد البيان المشترك للقمة الثلاثية، على أولوية الممرات البرية داعيا إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن جميع الطرق، سواء أكانت برية أم جوية أم بحرية، بما في ذلك الممر البري الأردني والممر البحري القبرصي ومعبر رفح، لها دور حيوي في المساعدة على تخفيف الوضع الإنساني العاجل في غزة وتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة للمدنيين.
وأكدت قبرص واليونان دعمهما للدور المهم لجلالة الملك عبد الله الثاني كصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما سلطتا الضوء على دور الأردن المهم في استعادة التهدئة ووقف الانتهاكات في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأدان البيان بشدة عنف المستوطنين المتطرفين المستمر في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ودعا إلى توفير الدخول الآمن إلى الأماكن المقدسة وإلى الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وفي هذا السياق، أكد البيان عدم ادخار أي جهد في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة، والعمل مع جميع الشركاء الدوليين والأطراف المعنية.
كما أكد البيان، على الدور الأساسي للاتحاد الأوروبي في دعم الأردن للتغلب على أزمة اللاجئين وبالتالي المساعدة في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، وأهمية استدامة الدعم الدولي للدول المستضيفة للاجئين السوريين، لمساعدتها في جهودها لتلبية احتياجات اللاجئين والحفاظ على منعة المجتمعات المستضيفة، محذرا من عواقب وخيمة مترتبة على تراجع الدعم للاجئين.
وثمن البيان المشترك دور الأردن في استضافة أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، مشيرا إلى أنه يقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية إدارة أزمة اللاجئين على أساس مبادئ التضامن وتقاسم الأعباء بشكل عادل.
كذلك أكد البيان الالتزام بوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، مشددين على ضرورة إحراز تقدم نحو التوصل إلى حل سياسي للصراع وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015، معربا عن دعم المبعوث الأممي وجهوده ضمن إطار عملية جنيف، ومثمنا مبادرة الأردن وجهود جامعة الدول العربية في طرح رؤية للمضي إلى الأمام نحو حل عملي مقبول.
ورحب البيان بالاجتماع الخامس عشر لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن الذي عقد في تموز الماضي في بروكسل، حيث استعرض الاتحاد الأوروبي والأردن شراكتهما الديناميكية ومتعددة المجالات على أساس اتفاقية الشراكة بينهما، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2002، وأولويات الشراكة بين الأعوام 2021-2027، معربا عن الالتزام الثابت بالارتقاء بهذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية شاملة خلال العام 2025.
ورحب البيان في توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون في مجال الموارد المائية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التعليم للأعوام 2024-2027، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون بين "استثمار قبرص" ووزارة الاستثمار الأردنية وشركة اليونان إنتربرايز إس إيه، وبالتالي تنشيط التعاون في مجالات التعليم والاستثمارات.
وشدد البيان على أن البلدان الثلاثة ملتزمة بمواجهة ومعالجة آثار التغير المناخي بشكل مشترك في المنطقة، ويشمل ذلك الكوارث الطبيعية وارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر الجوية الشديدة والجفاف والتصحر وحرائق الغابات، لافتا إلى أن هذه التحديات يمكن معالجتها بشكل أفضل من خلال تضافر الجهود الجماعية.
وأعرب البيان عن استعداد البلدان الثلاثة لدراسة مشاريع مشتركة في إطار مبادرة تغير المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، معيدين التأكيد على التزامهم بتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات مثل الحماية المدنية، من خلال العمل معا لإنشاء مركز إقليمي لمكافحة الحرائق في قبرص.
وكشف البيان عن اتفاق البلدان الثلاثة على توسيع التعاون في قطاع السياحة من خلال البحث في استراتيجيات لتعزيز التراث الديني والثقافي الغني بشكل مشترك، بما في ذلك من خلال تطوير حزم سياحية منسقة توفر للزوار تجربة غنية تأخذهم في جميع أنحاء البلدان الثلاثة.
واتفقت البلدان الثلاثة على عقد القمة الخامسة في الأردن.