شريط الأخبار

البنت البستوني

البنت البستوني
كرمالكم :  

سمير الحياري

اول ما تبادر الى ذهني واستغرابي في الدعوة التي وجهتها لعمون الشريك الاعلامي RT الروسية بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس الشبكة ، نقطة في برنامج الحفل الذي يرعاه الرئيس الروسي بوتين شخصيًا على مسرح البولشوي المدشن عام 1825 المجدد مكان مسرح بتروفسكي المحروق قرب الكرملين وهي حضور مسرحية البنت البستوني او كما اظن انها الملكة البستوني لاسكندر بوشكين.

العرض الساحر الممنوع تصويره دون علمي لم يمنعني من متابعة كلمة الرئيس الروسي المترجمة المليئة بالرسائل السياسية والانسانيات لكن ما استفزني هذه السيدة الشمطاء التي تكبرني بعشر سنوات عالاقل التي منعتني من استكمال استخدام التصوير الهاتفي بكل بجاحة لهذا السلطي المتخلف دون ان يترجم لها انني اردني من فريق مقولة "انت مش عارف مع مين بتحكي" .. فإنصعت لامرها واول ما غادرت القاعة جلست ليلة وانا اقرأ عن المسرح والمسرحية والتي انصح القارىء التوجه للعم جوجل لمعرفة ما وراء المسرح العالمي وقصة البستونية.

عودة الى احتفال الشبكة الذي امتلأ المسرح عن بكرة والديه بالمدعوين وهم يشاهدون الرئيس يلقي كلمة يقاطعها تصفيق حار وصراخ تحية لرمزهم ونجمهم العنيد "القيصر" حتى انني قلت لمجاوري من المعازيب هاشم هاني الحديد الاردني الروسي : لو كنت روسيًا ما انتخبت غير بوتين لانجازه وحبه واخلاصه لبلده فالرجل وكل الذين حوله يضعون مصلحة بلدهم اولوية ويقدمونها على ذواتهم بعكس ما يفعل عرباننا.

مارغريتا سيمونيان رئيسة الشبكة المكلومة بفقدان عزيز عن قريب وتعاني ما تعاني من مرض لاطفها الراعي وحياها ونسب الفضل لها ولفريقها لهذا الانجاز حتى ظننت انها البنت الديناري او الكبة او السنك التي ترافق عرض البستونية بعد قليل .. وانعش ذاكرتها حينما جاءت فكرة القنوات التلفازية التي تتحدث بلغات الارض الرئيسة وبينها العربية لتناطح الفضاء المليء بالقنوات المنافسة وشجعها واصبح الحلم حقيقة متقدمة على مثيلاتها العالمية..

حياها قيصر روسيا وقدر لها الانجاز وحاول تقديمها على نفسه وهو ينهي كلمته ويهم بالخروج الا ان نبل تقديرها لزعيم بلادها تمنعت خجلًا .. كما اخذ وقتًا وهو يتحدث عن شهداء القناة الذين ضحوا بدمائهم خلف الكاميرا والمايكروفون امامهم وبينهم مواطن عربي سوري بحضور والديه ، وتحدث عن لقائه بالمراسلين الحربيين في مناطق الصراع في العراق وسوريا والشرق الاوسط وعرج على ما اسماه "العملية الخاصة" وكان يقصد ما تقوم به قواته في اوكرانيا اذ يعتبرها عملية داخلية وليست حربًا وتحدث عن رئيس تلك البلاد الذي تصفه وسائل اعلام الدولة ب"منتهي الشرعية"..

المسرح ضم بالاضافة للشخصيات الروسية وكل الزملاء في الشبكة النائب البريطاني السابق جورج غلوي والممثل الاميركي ستيفن سيغال الذي حياني باللغة العربية بكلمات ركيكة ووزيرة الخارجية النمساوية السابقة كارين كنايسل لتي تربطه بها علاقة صداقة لدرجة حضوره لحفل زفافها وراقصها وسط انتقاد معارضي بحكومتها وهي ابنة طيار عمل مع المغفور له الحسين .. وحضر الحفل ايضًا والد ايلون ماسك السيد ايرول وسفراء ومشايخ وممرضات وسيدات انيقات وغير ذلك.

اكثر ما لفتني ان كلمة رئيسة الشبكة خلت من المديح والاطراء الرخيص وتحدثت بلغة متوازية عن الانجاز المتحقق ونسبته لفريفها ومهنيتهم وبحثهم عن الحقيقة ... وقالت سيمونيان مخاطبة الرئيس فلاديمير في مسرح البولشوي: "أتذكر حين عينتموني قبل عشرين عاما، شعرت آنذاك أن العالم قد جن، وأن مهمتي الأساسية كانت ألا أخجل من نفسي، ولم يكن من الممكن حينها أن نتخيل كل هذا، أولا، سينشأ فعلا، وثانيا، سيتحول إلى كيان ضخم كهذا".

للعلم فقط فقد أعلنت لجنة التحقيق الروسية للتو أن المتهمين بالتخطيط لقتل رئيسة تحرير قناة RT مارغريتا سيمونيان، كان من المفترض أن يرتكبوا جريمة القتل مقابل 50 ألف دولار وهذا مؤشر على اهميتها وخطورتها بذات المستوى.

واجب التقدير والعرفان للصحافية الالمعية مايا مناع مديرة القناة العربية ابنة يافا الحرة لدعوتها واستذكارها للقاء عمان واتفاقية التعاون الفريدة بين الشبكة وعمون.

سنعود للايام السبعة التي قضيناها في موسكو بحلقات قد تكون مثيرة اكثر في حفل شبكة ترفع شعار #إسأل اكثر.

مواضيع قد تهمك