شريط الأخبار

رغم انتهاء الحرب.. جنود إسرائيليون يعانون صدمات نفسية حادة وحياتهم تحولت لجحيم وفكرة الانتحار تلاحقهم في كل مكان

رغم انتهاء الحرب.. جنود إسرائيليون يعانون صدمات نفسية حادة وحياتهم تحولت لجحيم وفكرة الانتحار تلاحقهم في كل مكان
كرمالكم :  

يقول الضابط في الجيش الإسرائيلي يسرائيل بن شطريت، بعد مرور أشهر على عودته من خطوط القتال الأمامية في غزة، إن شبح الحرب ما زال يخيّم على حياته.

ويضيف في حديث لوكالة فرانس برس "صراخ الجندي طلبا للنجدة..سأظل أسمع ذلك الصراخ دوما في ذهني، أينما تواجدت”، في إشارة إلى جندي عجز عن إنقاذه في ساحة المعركة.

أُصيب الكابتن بن شطريت بجروح خطرة أثناء القتال في القطاع مطلع عام 2024. وتأتي شهادته فيما تسجل موجة انتحار في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية.

ويقول ضابط الاحتياط إن الكثير من الأمور حوله تجعله يستحضر ذكريات مزعجة وصادمة نفسيا من وقت خدمته العسكرية في غزة.

ويضيف "عندما أسمع صوت طائرة مروحية، أعود مباشرة إلى خان يونس” في جنوب قطاع غزة التي شهدت معارك عنيفة.

 وأثارت الهدنة السارية بموجب الاتفاق المبرم برعاية أميركية، بصيص أمل في إنهاء الحرب في قطاع غزة التي اندلعت إثر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل.

ولم تخض إسرائيل منذ قيامها في العام 1948 حربا حشدت هذا العدد الكبير من الجنود أو استمرت لفترة طويلة كهذه الحرب المستمرة منذ اكثر من سنتين.

– "جرح غير مرئي” –

وأشار تقرير للجيش الإسرائيلي في تموز/ يوليو 2025 إلى أن أجهزة الصحة في الجيش تلقت تسعة آلاف طلب إصابة بـ”معاناة نفسية” منذ بدء الحرب.

بالمقارنة، شخص الجيش إصابة 159 جنديا بصدمات نفسية بعد حرب غزة في العام 2014، التي شُنَّت أيضا ضد حماس واستمرت لأقل من شهرين.

يقول تولي فلينت، وهو أخصائي في علاج اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن القتال، إن تبعات هذه الصدمات واسعة النطاق.

ويوضح أن "الناس يتحدثون عن معدل الانتحار، لكنه ليس إلا الجزء الظاهر من مسألة أكبر وأخطر بكثير”.

ويؤكد فلينت لوكالة فرانس برس، إن تبعات الصدمة لا تقتصر على الانتحار "بل نرى أيضا عنفا، عنفا أسريا، نرى عائلات تنهار وأزواجا ينفصلون.. نرى الكثير من الناس ينهارون بأشكال مختلفة”.

وواجه توم فاسرشطاين الذي تنشئ جمعيته مراكز رعاية للجنود المصابين بصدمات نفسية، تجربة شخصية للغاية في هذا المجال.

فقد أقدم شقيقه الأصغر روي على الانتحار في تموز/يوليو وهو في الرابعة والعشرين، بعد أكثر من 300 يوم من الخدمة الاحتياطية كممرض عسكري في غزة.

وعززت المأساة عزم توم على تقديم المساعدة للآخرين.

ويقول "إذا سقط جندي في القتال جراء إصابته، وانتحر آخر بسبب ما مرّ به من تجارب،، فهذا يعني أن لدى كلاهما جُرحا (..) أحدهما برصاصة، والآخر في ذهنه، لكن هذا يبقى جرحا. إنه جرح غير مرئي… ويستحق العلاج بالدرجة نفسها”.

ويؤكد توم أن شقيقه لم يتحدث قط عن تجاربه في ساحة القتال.

ويضيف "لقد أنقذ أرواحا في حياته، وحتى بعد وفاته سيستمر في إنقاذ الأرواح” بفضل المشروع الذي أقامه لتوفير مأوى للجنود المصابين بصدمات نفسية، تخليدا لذكراه.

– "إصابة في الروح” –

منذ أسابيع، يعتصم جنود يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة أمام الكنيست الإسرائيلي احتجاجا على عدم الاعتراف بمعاناتهم والمطالبة بتقليص البيروقراطية في ما يتعلق بالرعاية النفسية.

ومن بين المعتصمين ميخا كاتس الذي قال إن 60 جنديا انتحروا في الأشهر الأخيرة.

وعند سؤال فرانس برس الجيش الإسرائيلي عن معدلات الانتحار في صفوفه، لم يقدّم أي أرقام.

ودُعِيَ بعض أفراد الحراك الناشئ مرات عدة للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة الدفاع البرلمانية لعرض مطالبهم.

ومن بين هؤلاء يوهان دوبنسكي الذي يقول "نحن لا نرغب بقتل أنفسنا، لكننا متعبون ويائسون بعد اختبار أهوال الحرب”.

ويضيف دوبنسكي "يجب الاعتراف باضطراب ما بعد الصدمة كإصابة، تماما مثل الإصابة الجسدية. فهو ليس أقل خطورة، إنه إصابة في الروح”.

بعد أكثر من عام على إصابته، يقول بن شطريت إنه لا يزال يخضع للعلاج الطبي. وبالإضافة إلى جروحه الجسدية، يؤكد الضابط لوكالة فرانس برس أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.

ويروي قائلا "عندما يُصاب أحدهم، يؤثر ذلك على من حوله أيضا – عائلته، أطفاله. أطفالنا يرون كل شيء، يشعرون بكل شيء نمرّ به”.

(أ ف ب)

 

مواضيع قد تهمك