انطلقت اليوم الخميس أعمال المؤتمر الدولي التاسع لجمعية الصحة العامة الأردنية، تحت شعار "النهوض بالصحة العامة من أجل المستقبل"، برعاية وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، وبمشاركة نخبة من المختصين في مجالات الصحة العامة من الأردن والعالم.
ويهدف المؤتمر إلى مناقشة التحديات الصحية الراهنة والمستقبلية، ومشاركة التجارب والرؤى العلمية والممارسات الفضلى التي تسهم في تعزيز النظم الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة والعدالة الصحية.
وقال أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية والأوبئة الدكتور رائد الشبول، مندوبا عن وزير الصحة، إن الأردن حقق إنجازات رائدة في الصحة العامة بفضل توجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة، والتعاون الوثيق بين كافة أركان القطاع الصحي العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني والشركاء الدوليين.
وبين أن النظام الصحي الأردني حافظ على كفاءته رغم الضغوط الكبيرة خلال جائحة كورونا، وحقق نجاحا ملموسا من خلال تعزيز وبناء القدرات الوطنية، ما ساهم في التخفيف من عبء الأمراض وتقليل معدلات الوفيات بشكل ملحوظ.
من جانبه قال نقيب الاطباء الدكتور
عيسى الخشاشنة ان هذا المؤتمر الذي تعقده جمعية الصحة العامة الاردنية وهي من اعرق
الجمعيات المنبثقة عن نقابة الاطباء وقد تأسست عام 1973 والتي تهدف من هذه الانشطة
الى رفع المستوى العلمي والمهني للأعضاء المنتسبين للجمعية بمختلف الوسائل ،
وتشجيع البحث العلمي وتوفير فرص التدريب والتأهيل وفرص التعليم الطبي في الصحة العامة
وفروعها التخصصية المختلفة ، وتبادل المعلومات والخبرات ولتعزيز اختصاص الصحة
العامة والنهوض به على المستويين العلمي والمجتمعي. فجاء هذا المؤتمر ليمثل حالة
متقدمة ومتميزة من النشاطات الموصولة لأطبائنا ممثلا بالجمعيات الطبية التي تشكل
العمود الفقري والمكون الأساسي .للنقابة الأم،
واضاف اننا نجني من هذا النشاط العلمي المميز ثمرة من ثمار التعاون العلمي وتبادل الافكار فيما بيننا وبين الزملاء المهتمين بمجال الصحة العامة وطب المجتمع فمفهوم الصحة العامة ينبع من مبدأ الثقافة الصحية السليمة بين أفراد المجتمع وله دور اساسي في مجال الطب الوقائي وطب المجتمع وبحكم تنوع تخصصاته مثل مكافحة الأوبئة السارية ، وادارة الكوارث والازمات، والصحة المهنية ، وصحة البيئة وغيرها من التخصات الفرعية للصحة العامة وطب المجتمع والتي سيتناولها هذا المؤتمر لتعزيز مفهوم الارتقاء بالصحة العامة للمجتمعات المحلية والاقليمية ولترسيخ مبدأ التعاون وانشاء نوع من التواصل مع المؤسسات ذات العلاقة في تخصص الصحة العامة وطب المجتمع ...
وعبر الخشاشنة عن امله بان يزداد
التعاون والانفتاح بين المؤسسات والمنظمات المختلفة لتعميم الفائدة العلمية بين
اعضاء الجسم الطبي الواحد ولضمانة ترسيخ اهداف التعليم الطبي المستمر. ولا ننسى
هنا دور المنظمات الدولية والمحلية في مساندتها ودعمها المستمر للانشطة العلمية ،
والذي نأمل ان يتواصل ويزداد هذا الدعم لما في ذلك عموم الفائدة.
من جانبها قالت الدكتوره ايمان الشنقيطي ممثل منظمة الصحة العالمية في الاردن، إن الصحة العامة لا تقتصر على علاج المرض، بل تتجاوز ذلك إلى الوقاية، والتثقيف الصحي، والاستعداد للطوارئ، وضمان بيئة معيشية صحية لجميع أفراد المجتمع..
وأوضحت أن الحكومة الأردنية حققت إنجازا مهما في توسيع التغطية الصحية الشاملة، وتحسين الوصول إلى الخدمات، خاصة للفئات الأكثر ضعفا، بمن فيهم اللاجئون والمقيمون في المناطق النائية.
وقالت، إن "الأردن يملك من
القدرات والموارد البشرية ما يمكنه من لعب دور ريادي في المنطقة في مجال الصحة
العامة"، مشيرة الى دعم منظمة الصحة العالمية للأردن في بناء القدرات، ودعم
الإصلاحات، وتطوير السياسات الصحية المستندة إلى الأدلة.
بدوره، قال رئيس المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، إن المركز تأسس بإرادة ملكية سامية ليكون منصة وطنية مرجعية تهدف إلى تعزيز ممارسات الصحة العامة في مجالات الوقاية من الأوبئة والأمراض السارية، وتنسيق الجهود في الاستعداد والاستجابة لحالات طوارئ الصحة العامة، بما في ذلك التهديد الإرهابي البيولوجي، وتعزيز إمكانيات المملكة في رصد الأمراض، وتطوير أنظمة المعلومات الصحية، وبناء القدرات، والتدريب والتأهيل في مجال مكافحة الأوبئة، وتقديم التوصيات المبنية على الأدلة لصانعي القرار، ما يتطلب نهجا تشاركيا وتكاملا في الأدوار بين القطاعات المختلفة.
وفي ختام الحفل قدم المدير التنفيذي للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية الدكتور مهند النسور، محاضرة تذكارية بعنوان "دور الصحة العامة في النظام الصحي في الأردن: بين الإنجازات والطموحات والتحديات".