د. عبدالمهدي القطامين
ثمة أرقام تمرّ في سجلات الاقتصاد مرور السحاب، وأخرى تقف عندها الأذهان طويلاً لأنها تحمل في طيّاتها معنى أبعد من الحسابات، وأعمق من الجداول حين تعلن شركة الفوسفات الأردنية عن ارتفاع أرباحها بنسبة 31 بالمئة خلال الربع الثالث من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فإننا لا نتحدث عن رقمٍ جامدٍ، بل عن شهادة نجاح تُرفع على سارية الوطن.
إنّ 31 بالمئة
ليست زيادة مالية فحسب، بل هي نسبة ذكاء إداري وتخطيط استراتيجي أدار دفته رجال
يعرفون كيف يقرؤون السوق ويتعاملون مع التحولات العالمية بعقلٍ منفتحٍ وبصيرةٍ
نافذة.
لقد استطاعت الفوسفات رغم اضطرابات الأسواق الدولية أن تحافظ على مسارها التصاعدي بثباتٍ وإصرارٍ نادرين.
لقد تحوّلت الشركة إلى نموذج وطني في الحوكمة والإدارة الرشيدة، تُوازن بين متطلبات الإنتاج والمسؤولية الاجتماعية، بين التوسع في الأسواق الخارجية والحفاظ على معايير التنمية في الداخل وتوفير فرص عمل جديدة في هذا المجال الحيوي في وقت اصبح فيه الحصول على وظيفة بمثابة طلوع الروح .
الفوسفات ليست مجرد شركة أدرج اسمها في سجل الشركات كما بقية الشركات رقما اصما يعيش وسط المعاناة وإنما قصة نجاح وطنية لم يقودها زرق العيون وخبراء العالم المتقدم بل قادها ناس منا وفينا يحملون ذات ملامحنا حفيت أقدامهم ايام كانت مدارسنا بعيدة شاقة ليها الطريق متعبة ايام كانت الحياة بيضة ورغيف وكوب حليب معلق على أطراف أثوابنا ففي الفوسفات الان فريق يعرف كيف يجعل من كل عقدٍ تجاري قصيدة، ومن كل مشروع استثماري لوحة أمل جديدة تُضاف إلى سجل الأردن المضيء.
ولأن الأرقام
لا تكذب فأن هذا الارتفاع في الأرباح في
أرباح الفوسفات يعني ببساطة ان الرؤية واضحةوان الإدارة تعمل بعقلٍ مؤسسيٍّ لا يترك الأمور
للصدفة وان شركة الفوسفات
الأردنيةتسير بخطى ثابتة كقافلةٍ تعرف
وجهتها، تحمل في حقائبها فخر الوطن وثروته، وتؤكد أن الإدارة الرشيدة ليست شعاراً
يُرفع، بل ممارسة تُثمر… أرباحاً، ونجاحات، واعتزازاً وطنياً.
وان كان من إهداء اهديه هنا فانني اوجهه الى من دبوا الصوت ذات يوم على أداء الإدارة وقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر وراهنوا على ان ما تحقق هو طفرة اسعار سرعان ما تخمد ومن العجيب ان هذه الطفرة ما زالت تكبر وتتمدد منذ عام ٢٠١٧ وحتى اليوم .




