أشعلت حلقة تلفزيونية بثتها قناة "الحوار التونسي" جدلاً واسعاً في البلاد، بعد أن استضافت أشخاصاً قدموا أنفسهم كمعالجين قادرين على مداواة الأمراض المستعصية، وفي مقدمتها السرطان، عبر السحر والشعوذة.

هيئة الأطباء التونسيين لم تقف مكتوفة اليدين، فسارعت إلى رفع شكوى قضائية ضد البرنامج، محذرة من خطورة "تضليل المرضى" والترويج لعلاجات لا علاقة لها بالطب المبني على الأدلة العلمية.

ويتعلق الأمر ببرنامج "بروماكس" الذي يُعرض مساء كل أحد، والذي تطرّق في آخر حلقاته إلى موضوع المداواة بالسحر والشعوذة، واستضاف أشخاصاً قدّموا أنفسهم كمعالجين قادرين على علاج الأمراض المستعصية.

تضليل الرأي العام

وانتقدت هيئة الأطباء في بيان الاثنين، ترويج البرنامج لأفكار العلاج بالتدجيل والحشائش، مؤكدة أن "علاج مرض السرطان له أدوية خصوصية وبروتوكولات علاجية توصف من قبل الأطباء المختصين لا غير، وهي التي أثبتت نجاعتها"، معتبرة أن محتوى الحلقة يمثّل خطراً على صحة المواطن التونسي ويضلل الرأي العام من خلال التشجيع على أساليب علاجية غير مثبتة علمياً.

كما أضافت الهيئة أن ما بُث يمثل ترويجاً لـ"الطب التقليدي" بوصفه بديلاً للطب المبني على الأدلة العلمية، مشددة على أن "عرض مثل هذه الممارسات دون تأطير علمي صارم أو تحذير واضح قد يسبّب تأخراً في التشخيص أو العلاج، ما قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة".

مقدم البرنامج يدافع

ورداً على ذلك، اعتبر مقدم البرنامج سمير الوافي أن الحلقة الأخيرة نقلت "قصصاً من الواقع" موجودة داخل المجتمع التونسي، مضيفاً أن البرنامج وضع إشعاراً تحذيرياً أسفل الشاشة طوال فترة البث يوضح أن إدارة البرنامج لا تتبنى آراء الضيوف ولا تنصح بتطبيقها، وتدعو إلى استشارة الأطباء وأصحاب الاختصاص.

وتابع أن برنامجه كان من أكثر البرامج استضافة للأطباء، وأنه خصّص عدة حلقات تروج لكفاءتهم والنجاحات الطبية في البلاد.

ولا يتطرّق القانون الجنائي التونسي بشكل واضح إلى جرائم السحر والشعوذة، لكنه أدخلها ضمن باب "جريمة التحيل"، حيث تنص المادة 291 على "عقوبة التحيل تكون بالحبس وبغرامة لكل من استخدم مواصفات غير صحيحة أو لجأ للحيل لإقناع الغير بوجود مشروعات لا وجود لها على أرض الواقع".